لا شك في أنّ الحرص على العناية والتنظيف بدقة لمجوهراتكم يحمي رونقها وجمالها إلى الأبد. بإذن من أومي بريفيه Omi Privé.
تعتبر المجوهرات واحدة من المقتنيات التي نكنّ لها أكثر المشاعر والتعلّق. من هنا، فإنّ فهم كيفية الرعاية بمجوهراتكم الثمينة وحمايتها يحدث فارقاً شاسعاً لناحية الحفاظ على جمالها وصيانة لماعية موروثاتكم من جيل إلى جيل.
حذار النور والحرارة
مثلما تضرّ أشعة الشمس ببشرتنا، كذلك يؤثر الضوء والحرارة على استدامة الحجر الكريم ولونه. ومع مرور الوقت وكثرة التعرّض، قد يساهمان أيضاً في فقدان لون بعض الأحجار الكريمة أو إتلافها، مثل الجمشت والكونزيت والتوباز ومنقوشات الأصداف. وبالفعل فإنّ اللآلئ وغيرها من المواد الدقيقة مثل العاج، ستصطبغ باللون الأبيض بفعل التعرّض الشديد للضوء. أمّا الأحجار الكريمة الأخرى، وخصوصاً العنبر، فقد تصبح داكنة مع الوقت عند تعرّضها إلى الكثير من الضوء.
وتمثّل الحرارة الزائدة والتغييرات المفاجئة في الحرارة بدورها خطراً قد يسبب تشققات في بعض الأحجار الكريمة. فالحرارة قادرة بسهولة على القضاء على الرطوبة الطبيعية التي تحتاج إليها هذه الأحجار الكريمة من أجل الحفاظ على جمالها. فاللآلئ، على سبيل المثال، قد تتعرّض للجفاف والتشقق وفقدان الألوان. وقد يتحوّل العقيق إلى اللون الأبيض أو البني، وقد تتجلى فيه تشققات ضئيلة وقد يفقد تموّج ألوانه.
الجواهر الكلاسيكية القديمة، مثل هذه البروش المريشة الفرنسية عيار 18 قيراطاً من الذهب الأصفر والألماس (من حوالى العام 1860)، يجب أن يتم التعامل معها بعناية ويمكن تنظيفها حصراً بالماء وقماشة ناعمة خالية من نسيج الكتان. الصورة بعدسة دافيد بيهل، حقوق النشر لجانيت مافيك والمعهد الأمريكي لعلوم الأحجار الكريمة.
أبعدوا مجوهراتكم عن المواد الكيميائية
إنّ التعرّض للمواد الكيميائية قد يتلف المعادن الثمينة (الذهب والفضة والبلاتين) أو يفقدها لونها، وقد يؤذي بعض الأحجار الكريمة الملوّنة. فحتى المواد التي نستخدمها يومياً مثل رذاذ الشعر أو البلسم أو العطور أو غيرها من مواد التجميل قد تحتوي على مواد كيميائية تتسبب بضرر دائم لسطح اللآلئ وغيرها من الأحجار الكريمة الدقيقة أو المسامية (مثل الفيروز). لذا يجب نزع المجوهرات الثمينة قبل الغوص في بركة سباحة تمت معالجتها بالكلور أو قبل استخدام المنظّفات المنزلية. ويحتوي العديد من هذه المنظّفات على الأمونيا، التي قد تكون بدورها قاسية على الأحجار الكريمة الدقيقة أو المجوهرات القديمة. ويعتبر مبيّض الكلورين، وهو محلول آخر شائع الاستخدام في المنازل، قادراً على إحداث ثقوب في الذهب السبيكي أو الحاق الضرر به.
أولوا رعاية خاصة للأحجار الكريمة التي تمت معالجتها
يخضع الكثير من الأحجار الكريمة لعلاج روتيني من أجل تحسين مظهر اللون والنقاء. وقد تتأثر هذه العلاجات سلباً بفعل الحرارة ومواد التنظيف والبخار والمنظّفات فوق الصوتية. وترتكز الخطوة الأولى لمعرفة كيفية العناية بجوهرتكم على معرفة ما إذا كانت تعرّضت لأي معالجة. وهنا يأتي دور تقرير المعهد الأمريكي لعلوم الأحجار الكريمة لأنه يتضمّن معلومات مهمة حول الحجر الكريم الذي تملكونه وأي معالجات قابلة للرصد قد يكون خضع لها.
استخدموا المنظّفات فوق الصوتية بعناية
في حين أنّه يمكنكم شراء جهاز تنظيف فوق صوتي محترف بمبلغ 150 دولاراً أو أقل، يجب أن تدركوا أنّه غير قادر على تأمين السلامة لكلّ المجوهرات والأحجار الكريمة التي يتم تنظيفها فيه.
لا يجوز استخدام المنظّفات فوق الصوتية لتنظيف:
- • الأحجار الكريمة ذات الكسور التي وصلت إلى السطح والتي تم حشوها بمواد مثل الزيت أو الراتينج أو مادة شبيهة بالزجاج.
- • الأحجار الكريمة بمواد عضوية مثل اللؤلؤ أو المرجان أو العاج أو العنبر.
- • الأحجار الكريمة التي تمّ تغليفها بمادة غير دائمة مثل البلاستيك أو الشمع.
- • بعض الأحجار الكريمة التي تمت معالجتها بالحرارة.
- • الأحجار الكريمة التي تتأثر بتغييرات الحرارة سواء أتم معالجتها أم لا. ومن بين هذه الأحجار الكريمة التنزانيت والفلدسبار (الحجر الشمسي والحجر القمري)، والفليوريت والإيوليت والكونزيت واللابيس لازولي والملكيت والعقيق والتوباز والفيروز والزيركون وغيرها.
كذلك، فإنّ الارتجاجات التي تتأتى من الجهاز قد تؤدّي إلى خلخلة الأحجار الكريمة أو خدش الأحجار الكريمة التي تم ترصيعها وسطحها الخارجي متلامس.
من المستحسن ترك أمر هذا النوع من التنظيف إلى خبراء الجواهر الذين يتمتعون بالدراية حول مختلف مواد الأحجار الكريمة ويفهمون متى وكيف يتم استخدام المنظف فوق الصوتي بأمان.
طرق التنظيف الأسلم هي أيضاً الأسهل
معظم الأحجار الكريمة الملونة قابلة للتنظيف بالمياه الدافئة، وصابون تنظيف الصحون الناعم (لا مواد التنظيف) وفرشاة ناعمة. يمكن أيضاً استخدام جهاز تنظيف الأسنان بدفع المياه مع قماشة ناعمة خالية من نسيج الكتان. واحرصوا على غسل مجوهراتكم في كوب من الماء لإزالة محلولات التنظيف بما أنّكم تخاطرون بخسارة الأحجار المتخلخلة – أو حتى قطعة مجوهرات بأكملها – في حال عملتم على الغسل في المغسلة مباشرة. من جهة أخرى، فإنّ بعض الأحجار الكريمة الناعمة، مثل اللآلئ، قد تتعرّض للخدش بسهولة. استخدموا فرشاة تبرّج جديدة ونظيفة، مع الماء الدافئ بالصابون لتنظيفها بنعومة.
ضعوا شريط اللآلئ على منشفة ليجف. وقد يتمدد الخيط الحريري المبلل وتلتصق به الأوساخ، لذا لا تلمسوا الشريط قبل أن يجف بالكامل. يجب إعادة تركيب اللآلئ في شريط جديد مرة في السنة إن كنتم ترتدونها غالباً.
الأقراط المصنوعة من اللآلئ، مثل هذين القرطين الأميركيين عيار 14 قيراطاً، من الألماس واللؤلؤ، يجب تنظيفها بواسطة فرشاة تبرّج جديدة ونظيفة مع الماء الدافئ والصابون. الصورة بعدسة دافيد بيهل، حقوق النشر لجانيت مافيك والمعهد الأمريكي لعلوم الأحجار الكريمة.
احفظوا مجوهراتكم في مكان آمن
غالباً ما يتم إغفال التخزين المناسب للمجوهرات. لا يجوز أبداً إلقاء المجوهرات في الدرج أو فوق منضدة التجميل، إنّها خطوات مضمونة لتعرض مجوهراتكم للخدوش والضرر.
يتم بيع معظم قطع المجوهرات في المتجر مع علبة أو كيس، وهما المكان المثالي لإبقائها. فيفضل مثلاً إبقاء الفضة في كيس أو قماش مضاد للتلطيخ. وتعتبر علب المجوهرات التي تتضمّن فتحات ببطانات فردية لوضع القرطين، بالإضافة إلى مساحات لتعليق القلادات والأساور مثالية أيضاً.
يستطيع كل مستوعب استيعاب نوع واحد من المجوهرات – أقراط، خواتم، عقود، أساور، وساعات. ويعتبر حفظ الأصناف المتشابهة معاً مسألة عملية من أجل أن تكون كل الخيارات متاحة عند اختيار ما تودون ارتداءه.
تسحب اللآلئ والعقيق الرطوبة من الجو، لذا فإنّ تخزين جواهر العقيق أو اللآلئ في منطقة جافة، مثل خزنة آمنة، قد يكون مصدراً للضرر أكثر منه للفوائد. وعند السفر، احموا مجوهراتكم من الخدوش أو من أضرار الصدم الأخرى من خلال تخزينها مبطنة في علبة أو صندوق منفصل.
يقدّم العديد من متاجر المجوهرات خدمة التحقق المجاني او التنظيف المحترف ضمن جداول زمنية محددة. فيجب التحقق من المجوهرات كل ستة أشهر، وتنظيفها بانتظام.
لذا ابحثوا عن صائغ يتمتع بتدريب محترف وبسمعة حسنة. يمكنكم البدء بطلب التوصيات من الأصدقاء او الأقارب. ويمكن لبرنامج البحث عن تجار بالتجزئة Retailer Lookup الصادر عن المعهد الأمريكي لعلوم الأحجار الكريمة أن يساعد على رصد صائغ ضمن منطقتكم لديه موظفون مدرّبون في المعهد الأمريكي لعلوم الأحجار الكريمة. هل تخططون لرحلة ترفيهية؟ اقرأوا إرشاداتنا العشر لتوضيب الجواهر للسفر.